إبادة مستمرة في غزة لليوم الـ 78 الصحة العالمية: السكان يبيعون ممتلكاتهم مقابل الغذاء

فلسطينى يحمل جثمان حفيده
فلسطينى يحمل جثمان حفيده

يواصل الاحتلال عدوانه الغاشم على قطاع غزة، لليوم ال 78 على التوالى وشنت طائرات الاحتلال عشرات الغارات الجوية التى استهدفت مناطق متفرقة من القطاع مع استمرار القصف المدفعى مما أسفر عن سقوط عشرات الشهداء والمصابين.

وفى دير البلح، قصفت طائرات الاحتلال وسط المدينة مما أدى لاستشهاد وإصابة عدد من المواطنين. كما قصفت القوات الإسرائيلية منطقة الجرن فى جباليا البلد شمال مدينة غزة وسط الاشتباكات العنيفة بالمنطقة. وبالتزامن مع قصف مدفعى شرق مدينة رفح شنت الطائرات الإسرائيلية سلسلة غارات على مناطق شمال شرق خان يونس. وكانت طائرات الاحتلال قد قصفت منزلاً فى مخيم النصيرات مساء أمس الأول مما أدى إلى استشهاد 18 شخصاً وإصابة آخرين.

اقرأ أيضاً| سكان قطاع غزة يواجهون خطر المجاعة

وفى أحدث إشارة إلى توسيع الاجتياح البرى للقطاع، قال المتحدث باسم جيش الاحتلال أفيخاى أدرعى إن على سكان مخيم البريج وأحياء بدر والساحل الشمالى والنزهة والزهراء والبراق والروضة والصفاء فى المناطق جنوب وادى غزة إخلاء مناطق سكناهم والتوجه جنوبًا إلى دير البلح.

من جانبه، أعلن المرصد الأورومتوسطى لحقوق الإنسان أمس تعرض أكثر من 8000 معتقل فلسطينى للتعذيب الممنهج وسوء المعاملة والإخفاء القسرى والقتل العمد. وطالب بتشكيل فريق دولى للوقوف على أوضاع الأسرى الفلسطينيين فى سجون الاحتلال وناشد المفوض السامى واللجنة المعنية بحالات الاختفاء القسرى والصليب الأحمر بضرورة التحرك لكشف مصير المعتقلين من غزة. وفى وقت سابق أوضح المرصد أن قوات الاحتلال حولت معسكر «سديه تيمان» الإسرائيلى الذى تحتجز فيه الأسرى من غزة إلى سجن «غوانتنامو» جديد. وأشار إلى تطابق شهادات جمعها مع ما كشفته صحيفة «هآرتس» العبرية بشأن جرائم إعدام ميدانى لمعتقلين، فى حين توفى آخرون جراء التعذيب الشديد وسوء المعاملة خلال المعسكر الواقع بين مدينتى بئر السبع وغزة جنوبًا. وأعلن جيش الاحتلال الإسرائيلى، أمس اعتقال أكثر من 200 شخص من قطاع غزة، زاعماً أنهم من عناصر حركتى حماس والجهاد الإسلامى. وفى تدوينة على موقع «إكس» قال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم جيبريسوس، إن «الناس فى غزة يواجهون الجوع، ويبيعون ممتلكاتهم مقابل الغذاء ويجوعون حتى يتمكن أطفالهم من تناول الطعام، وهذا الوضع كارثى على صحة الناس فى قطاع غزة». وأضاف أن «الصراع المستمر منذ فترة طويلة حال دون الوصول إلى الغذاء المطلوب وغيره من المساعدات الإنسانية المنقذة للحياة». وأشار إلى أن «النازحين بسبب الظروف الصعبة فى فصل الشتاء يتكدسون فى الملاجئ، الأمر الذى سيؤدى حتماً إلى زيادة انتشار الأمراض». وأكد أن «الأطفال والنساء الحوامل والمرضعات وكبار السن هم الأكثر عرضة للخطر». وقال  «تدعو المنظمة وشركاؤها إلى تحسين عاجل للأمن الغذائى من خلال تسريع تدفق المساعدات إلى غزة لوقف المجاعة، ولا بد من استعادة الخدمات مثل الصحة والمياه النظيفة والصرف الصحى والنظافة العامة».

وفى تقرير لها، أعلنت منظمة الأمم المتحدة للطفولة «يونيسيف» أن أكثر من 80% من أطفال غزة يعانون من فقر غذائى حاد. وقالت إن جميع الأطفال دون الخامسة (335 ألف طفل)  معرضون بشدة لخطر سوء التغذية الحاد والوفاة. وقدرت أنه فى الأسابيع المقبلة، سيعانى ما لا يقل عن 10 آلاف طفل دون سن الخامسة من أكثر أشكال سوء التغذية التى تهدد حياتهم خطراً، تلك المعروفة باسم الهزال الشديد، وسيحتاجون إلى أغذية علاجية. وأضافت «يأتى هذا الخطر غير المقبول فى وقت تشهد فيه المنظومات الغذائية والصحية فى قطاع غزة انهيارا كاملا». وأوضحت أن «أكثر من ثلثى المستشفيات لم يعد يعمل بسبب نقص الوقود والمياه والأدوية الحيوية أو بسبب تعرضها لأضرار كارثية بسبب الهجمات» ودعت إلى الوقف الفورى لإطلاق النار فى القطاع.

وفى مقابلة مع هيئة الإذاعة البريطانية (بي.بي.سي)، قالت جولييت توما مديرة الإعلام والتواصل لدى وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «أونروا»، إن الوضع فى القطاع تقشعر له الأبدان. وأضافت أن ربع السكان يتضورون جوعا نتيجة للحصار، وعدم توافر الإمدادات الأساسية بما فى ذلك الغذاء ويعيشون فى رعب وإرهاق وقصف مستمر دون توقف. وشددت أن المطلوب الآن هو وقف إطلاق النار لأسباب إنسانية، وزيادة المساعدات إلى القطاع.